بحثًا عن لعبة لابنه المصاب بمرض التوحد لم يجد سليم الشارني أيًا من الألعاب الخاصة بأطفال التوحد، كتلك التي تباع خارج تونس. ولم يجد حتى في محلات بيع اللعب العادية ما قد ينمي قدرات ابنه الذهنية ويحميه من أي أضرار مادية أو صحية قد تلحق بطفل يواجه صعوبة في التواصل مع الغير ومع الأشياء.
من هنا انطلقت فكرة اختراع ألعاب خاصة بأطفال التوحد، حسب ما ذكره الشارني فكانت البداية بالإطلاع على ما يباع في الأسواق العالمية من ألعاب خاصة بهذه الفئة من الأطفال، ومميزات هذه الألعاب وما قد تحدثه من تغييرات في ذهنية الطفل بشكل عام والمصاب بالتوحد بشكل خاص.
سليم الشارني كباحث ومهندس في الإعلامية الصناعية والآلية، قام في مرحلة أولى بدراسة ما يمكن توفيره من ألعاب تنمية الذكاء والفهم، ثم انتقل إلى مرحلة التصنيع وتوفير المنتوجات لكافة الفئات الاجتماعية والأعمار خاصة وأنّ الأسعار تعد بسيطة جدًا لتكون في متناول الجميع.
ويعدّ مرض التوحد (Autism) اضطرابًا سلوكيًا يلاحظ عادة لدى الطفل في سنّ مبكر إذ يظهر خلل على مستوى انسجامه الاجتماعي كما يتميّز بالأساس بتكرار أنماط سلوكية معيّنة، مع صعوبة تواصله اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين.
ورغم اختلاف أعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى، إلا أنّ أغلبهم يجد صعوبة في التواصل مع الغير أو تكوين وتطوير علاقات متبادلة معهم.
كما تظهر أعراض مرض التوحد عند الأطفال في سن الرضاعة ومنذ نطق الكلمات الأولى. فيما قد يكبر أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال السنوات الأولى من حياتهم لكنّهم يصبحون منغلقين على أنفسهم، عدائيين مع أي طرف آخر، غير قادرين على التكلم، أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها.
كما لا يستجيب مريض التوحد لأي خطاب أو حتى لمناداة اسمه، وغالبًا ما يبدو وكأنّه لا يسمع محدّثه. فيما يتقن نطق الكلمات في سن متأخرة مقارنة بالأطفال العاديين. وقد يفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة. ويرفض العناق، ويحب أن يلعب وحده متقوقعًا في عالمه الشخصي الخاص به.
ورغم ذلك يجهل أغلب الأولياء تشخيص حالة أبنائهم، أو التفطن إلى أعراض هذا المرض منذ بدايته.
وهو ما يصعّب العلاج في مراحل متقدمة من حالة الطفل.
ويشير سليم الشارني إلى أنّ العائلة لها دور كبير في علاج طفل التوحد، لأنّه يقضي أغلب وقته مع العائلة التي يجب أن يكون لديها وعي كبير عن كيفية التصرف مع طفلهم المصاب بالتوحد، ونوعية الألعاب التي تساعده في العلاج النفسي والذهني وتجعله يفكر ويشارك غيره أفكاره.
ولأنّ اللعب يعتبر أحد أهم الطرق في علاج أطفال التوحد نفسيًا، لأنّه يعاني من فرط الحساسية من بعض الأشياء، أثبتت العديد من الدراسات أنّ استخدام الألعاب في التعامل مع أطفال التوحد هي وسيلة فعالة في تعزيز مهارة التواصل لديهم. وتدفعهم على اللعب مع الآخرين.
الفيديو :