تقضي الحرفية المختصة في صناعة خشب الزيتون هاجر هرابي يومها بين اصوات الآلات ورائحة الخشب التي تفوح في كل ركن وقطع الخشب المتناثرة في كل جوانب الورشة، فهي تشرف على كل أشغال ورشة صناعة خشب الزيتون المنتصبة بمدينة سيدي بوزيد وتخصص وقتا لورشتها الخاصة الصغيرة أين تقوم بصناعة الأواني و تحف نادرة و ثمينة .
هاجر هرابي أصيلة معتمدية أولاد حفوز من ولاية سيدي بوزيد تعمل بالنقش على خشب الزيتون منذ سنة 1992 وهي صاحبة أول شركة للنقش على خشب الزيتون في تونس، تنتج أكثر من 500 تصميم من أواني المطبخ والتحف المعدة للتصدير.
قالت هاجر هرابي ، أنها مغرمة بهذه الحرفة وتدرجت خطوة بخطوة في بعث مشروعها حيث كانت انطلاقتها بآلة واحدة عندما كانت مستقرة بولاية صفاقس أين كانت انطلاقة مشروعها، لتتنقل بهدف تطوير عملها وتستقر في ولاية سيدي بوزيد حتى تحضى بالامتيازات التي تمكنها من انجاح مشروعها.
تحدثت هاجر هرابي عن تعرضها لعدة صعوبات في البداية وعلى امتداد مراحل المشروع، مشاكل بدأت من “نظرة المجتمع التي تقلل من شأن المرأة عندما تحاول تركيز مشروعها الخاص”، الا أنها تغلبت على كل المصاعب والمتاعب والمشاكل الكبيرة وزادها ذلك اصرارا على انجاح مشروعها الذي كان يشغل 5 أشخاص فقط وأصبح يوفر مواطن شغل ل80 عاملا حاليا ولولا أزمة “الكوفيد-19” لكان المشروع حقق نتائج أفضل، حيث تسببت الجائحة في تقلص حجم العمل والتخفيض في عدد العملة وفقدان المواد الأولية التي يتم توفيرها بصعوبة على اعتبار انها تتطلب ترخيصا، رغم توفر أشجار الزيتون التي لا تنتج.
تتكدس بالورشة قطع خشب الزيتون التي تتحول بفضل أنامل عملة وآلات متنوعة الى قطع أواني وتحف منزلية جميلة، عمل مؤسسة صناعة خشب الزيتون يتمثل في صناعة تصاميم من مادة بيولوجية من خشب الزيتون تتمثل في صناعة كل أواني المطبخ بما يقارب 500 قطعة وقطع تحف معدة للتصدير، حيث ترى في الورشة أواني وتحف جميلة فوق طاولات للعرض وقفف وصناديق تم تحضيرها للتصدير بعد أن استكملت كل مراحل الصنع.
تركز هاجر هرابي على المشاركة في المعارض الدولية لضمان مزيد من الأسواق الخارجية لتصدير منتوجها، ذلك أن الاقبال على هذا النوع من المنتوج اوفر حظا في الاسواق الخارجية من الاسواق الداخلية التى تشهد اقبالا ضعيفا على اقتناء واستعمال منتوجات خشب الزيتون.
تخصص وقتا لانتاج تحف وأواني مبتكرة وذات جمالية مضاعفة تعدها للمعارض الدولية وتكون ذات بصمة خاصة بها على غرار القطع التي تجمع بين الخشب والبلور في تحف وأواني منزلية جميلة وذات طابع خاص، وقد تحصلت هاجر هرابي على الجائزة الأولى والثانية على المستوى الجهوي وعلى وسام الشغل من رئاسة الجمهورية في اختصاص صناعة خشب الزيتون.
وقدمت نصيحة من صميم تجربتها لكل امراة تبادر باحداث مشروع خاص بأن تثابر ولا تيأس، لأن كل النساء اللاتي يحاولن بعث مشروع “تعترضهن العديد من المشاكل أولها نظرة الاداريين الذين يصنفون مشاريع النساء بنظرة دونية على عكس الدعم الذي تحضى به المشاريع التي تبعث من طرف الرجل” وفق تقديرها، وحثت كل امرأة ترغب في بعث مشروع خاص بها على “عدم الياس وتكرار المحاولة حتى وان تعرضت لصعوبات الى غاية تحقيق النجاح”، فعليها ان “لا تستسلم وان تتحلى بالقوة لأنه لا يوجد أي مانع يحول دون نجاحها”.
واكدت أن باعث اي نوع من المشاريع معرض لمواجهة الصعوبات التى من أهمها الصعوبات الادارية وخاصة البيروقراطية التي تعطل الاسراع في بعث المشاريع وتبعث الاحساس بالملل واليأس لدرجة ان بعث المشروع يصبح “حملا ثقيلا”، وفي اختصاص صناعة خشب الزيتون الاختصاص المهمش، يمثل توفر المواد الأولية معضلة كبيرة حيث منذ بداية الثورة لا توجد رخص لاقتلاع الزيتون الذي لا ينتج، رغم أن الطلبات على التحف في الدول الخارجية كبير، وترى هاجر أن نجاح مشروعها تنقصه الاحاطة من الدولة خاصة في توفير المواد الأولية لتتمكن من تحقيق نجاح أكبر.
وبفضل صمودها ومثابرتها اختصت في المجال واستحدثت طرقا جديدة في الحفر والنقش على أخشاب الزيتون فأنتجت أجود أنواع القطع الفنية وانتصبت في بداية مشوارها على حسابها الخاص في ولاية صفاقس ثم انتقلت إلى ولاية سيدي بوزيد لتحدث مصنعها الجديد و تستقطب عددا من العاملات والعمال وتشق طريقها بكل عزم وثبات في صناعة خشب الزيتون رغم الصعوبات والعراقيل التي اعترضتها حتى بلغت بمتنوجاتها من التحف والأواني العالمية بعد أن شاركت في العديد من المعارض الدولية ونجحت في إستقطاب العديد من التجار وخاصة من البلدان الأوروبية.
نجحت هاجر هرابي في صنع أواني منزلية وتحف جملية ونجحت في فتح آفاق للتميز ولتصدير منتوجها وتجاوزت محيطها الضيق لتكون رائدة في اختصاص صناعة خشب الزيتون .
الفيديو :