كتب: سمير الوافي
مبروك بلطيف سائق نقل سياحي يعمل في نزل ‘السندباد’ في الحمامات…كان صباح اليوم في طريقه نحو مطار قرطاج في إطار عمله…فصادف أمامه علم تونس مرميا على الأرض في الطريق…
فأوقف سيارته ونزل ليرفع العلم من على الأرض غيرة عليه وبدافع شعور وطني عفوي وتلقائي…لكن القدر شاء أن تصدمه سيارة سريعة مارة من هناك…توفي عم مبروك والعلم الوطني العزيز في يده…لأنه لم يتحمل رؤيته مرميا على التراب وتحت الاقدام…ولا يريد أن يراه سوى شامخا وعاليا وفوق الرؤوس…
حركة عفوية كلفته حياته..
كانت حركة بسيطة وعفوية وفيها معاني الوطنية والكبرياء…لكنها كلفته حياته…وموته في تقديري البسيط لا يختلف عن إستشهاد من يدافعون عن شرف الوطن…فاللهم إحتسبه شهيدا في سبيل وطنه…!!
جنازة لائقة…
رحم الله عم مبروك الرجل الطيب والمواطن البسيط…الذي يحبه كل من يعرفه…ورغم ألم رحيله…فقد تشرف بموتة تليق بوطنيته العفوية التي كان يعبر عنها بإنضباطه المهني وسلوكه المشرّف في عمله كسائق سياحي وحرصه على صورة جميلة لبلده…وأرجو أن تكون جنازته لائقة بالصورة الخالدة التي إنتهت بها حياته…وأن تحظى عائلته بما تستحق بعده…تعازينا لعائلته وزملائه وكل من يحبه ويعرفه في الحمامات وغيرها…!!