تعتبر الصحراء التونسية وجهة بارزة للسياحة وللمولعين برياضات التحدي، لما لها من مقومات مناسبة للترويح على النفس، والتمتع بجمال الطبيعة وروعة اعتدال الطقس، حيث البحيرات وواحات النخيل والكثبان الرملية والجبال وينابيع المياه المتدفقة والهدوء.
وتُعد تطاوين الواقعة بالجنوب التونسي من أهم الأقطاب السياحية لثراء مخزونها الأثري والتراثي والتنوع البيئي الذي تضمه، حيث تتميز بتجانس سكانها البربر الأمازيغ والعرب، إضافة إلى تاريخ نضالها.
ويُمكن ممارسة الأنشطة الصحراوية كالتخييم والسير في كل من رمادة وذهيبة والتعرف على نمط عيش السكان المحليين، فيما تُعد مناطق البئر الأحمر وتطاوين الشمالية والجنوبية وغمراسن والصمار المكان الأفضل لهواة المغامرة والسياحة الجبلية.
وأمام المشاكل بالتجارة الحدودية و بتشجيع من الحكومة التونسية ومن منظمات دولية اختارت مجموعة من شباب معتمدية ذهيبة تغيير المشهد التنموي بالجهة من خلال التركيز على الفلاحة ، وقد تمكنوا من تحويل العديد من الاماكن من صحراء قاحلة الى مناطقة زراعية خصبة.
هذه المشاريع الفلاحية مكّنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي للجهة من العديد من المنتوجات على غرار الطماطم والخوخ والدلاع والبطيخ والخيار، مع المحافظة على اثمان معقولة تراعي قدرات أهالي الجهة.
إضافة الى ذلك توجة شباب الجهة الى غراسة الزياتين حيث من المتظر ان يرتفع عدد الاشجار بالجهة إلى 25 الف شجرة في ظرف 3 سنوات اضافة الى غراسة عدد كبير من الكروم والقوارص والنخيل.
وفي مشروع فلاحي نموذجي بمنطقة الذهيبة، يمتد علي مساحة تفوق 20 هكتار، انطلق الشاب محمد معتوق في غراسة 5000 شجرة زيتون و1000 شجرة لوز بمنطقة ظهرة صالح المحاذية لسهل رومان وقد تم تجهيز بئران عميقة وخزان توزيع.
ورغم صعوبة المناخ ونوعية التربة الا ان الشاب محمد قرر خوض التجربة من اجل استصلاح هذه الاراضي وتعمير هذه الربوع الطيبة مما أثار إعجاب التونسيين.
هذا الشاب التونسي الذي يسعى الى تحويل صحراء الذهيبة الى مساحات لزراعة أشجار الزيتون يعتبر أنه ليس فقط مشروعًا مبتكرًا أو مصدر دخل بسيطًا ، بل هو مغامرة مشتركة وتتميز بشعور عظيم حسب قوله، يشعر به الجميع : العائلات والقرية وجميع الأشخاص الذين ساهموا في انجاح هذه المبادرة.
الفيديو :