عندما كانت الكلمة صعبة قبل 2011 كان المسرح يؤدي هذه الوظيفة ليجمع بين الابداع وخدمة القضايا الانسانية والوطنية.
مسرح الجنوب بقفصة كان منارة في وسط الظلمة الحالكة لما كان يقدمه من اعمال متميزة وجريئة في الوقت نفسه.
كان التونسي مع فرقة مسرح الجنوب بقفصة يضحك ملئ قلبه لكنه ضحك هادف فما لم تستطع ان تقوله المعارضة قاله المسرح .
هل هناك من الجيل السابق من لا يذكر حمة الجريدي وعمار بوزور والبرني والعترة والخليفة وغيرها من الشخصيات التي تربينا عليها .
وقد غاب الممثل القدير عبد القادر مقداد مؤخرا عن الساحة الفنية، وحسم الامر باعتزال المسرح والابتعاد الكلي عن الاضواء وقطع الصلة نهائيا مع الساحة الثقافية والابداعية دون رجعة، كان ذلك بعد الثورة، قرار فاجأ الجميع دون استثناء على اعتبار القيمة الفنية والابداعية لهذا الرجل الذي نذر حياته للمسرح الجاد.
مع العلم انه رفض رفضا قطعيا الظهور الاعلامي و التكريمات رغم عديد الدعوات التي تلقاها من القنوات والاذاعات التونسية وكان هادي زعيم قد صرح أنه فشل في إقناعه بإجراء حوار رغم عديد المحاولات.
تحية لهذا الفنان القدير الذي يعتبر من أفضل ما أنجبت خشبة المسرح والدراما التونسية و يبقى كل التونسيين يكنون له الإحترام والتقدير”.
وكانت بداياته مع المسرح وهو يزاول تعليمه الابتدائي، إذ شارك في العديد من المسرحيّات المدرسية على غرار مسرحية «حادث المقهى» و«غرام يزيد»…أحب الموسيقى كثيرا وتعلّم العزف بإتقان على آلة الكمنجة وقد فكرّ جديّا في الاختصاص في الموسيقى.
لكن بعد ما حقّقه من نجاح في تجسيد الأدوار التي تقمصها في عدّة مسرحيات غير وجهته من الموسيقى إلى المسرح والتحق عام 1969 بالمعهد العالي للفن المسرحي بتونس, حيث تحصّل على الديبلوم ثمّ سافر إلى فرنسا ليدرس هناك.
كما قام بعدّة تربصات في أوروبا الشرقية وبالتحديد في بلغاريا وإيطاليا وبلجيكيا وروسيا وإثر عودته من الخارج في السّبعينات تكونت «فرقة الجنوب بقفصة» فآنضمّ إليها وشارك في كل عروضها المسرحية التي كانت من إخراج فاضل الجعايبي.
تولّى سنة 1975 إدارة «فرقة الجنوب بقفصة» وكانت الانطلاقة الحقيقية له كممثل بشخصية «حمّة الجريدي» لتكون مسيرته حافلة وثرية من خلال العديد من المسرحيات أشهرها مسرحية “عمار بالزور” و “جواب مصوقر” ومن أهم أدواره في التلفزيون دور “حسين” في مسلسل الدوار.
الفيديو :