كان عبد الحليم العطار يبيع الأقلام الزرقاء للمارة في أحد شوارع مدينة بيروت ليكسب رزقه، وهو يحمل ابنته رنيم التي بدا عليها الإنهاك على كتفه، فيما تفصح ملامحه عن الكثير من الهم والحزن.
لفت مشهد الرجل أحد المارة فالتقط له صورة وقام بنشرها على مواقع التواصل، وسرعان ما لاقت هذه الصورة انتشاراً كبيراً وتفاعلاً.
غادر عبد الحليم، وهو لاجئ فلسطيني سوري، منزله في مخيم اليرموك في دمشق منذ ثلاث سنوات، ولجأ إلى لبنان مع ولديه حيث يقوم برعاية طفليه وتأمين متطلبات الحياة الأساسية لأسرته الصغيرة من خلال البيع في الشارع.
وبعد انتشار الصورة، بادر الأيسلندي جيسر سيمونارسون لإطلاق حملة "اشتروا الأقلام" #BuyPens لجمع التبرعات للعطار، واستطاع أحد أعضاء فريق ملهم التطوعي العثور على عبد الحليم في شوارع المدينة. أما هدف الحملة، بحسب جيسر، فكان جمع 5 آلاف دولار.
إلّا أن كم التعاطف مع عبد الحليم فاق التوقعات، واستطاعت الحملة أن تجمع قرابة 15 ألف دولار بعد 3 ساعات على إطلاقها، وأكثر من 72 ألف دولار خلال يوم واحد، وتجاوزت أمس حاجز الـ113 ألف دولار قدمها أكثر من 3 آلاف متبرع.
وبفضل هذه الحملة، استطاع العطار أن يحقق حلمه ويفتح بعض المشاريع الصغيرة، وقد أسس مخبزاً ومطعمين وقام بتوظيف عدد من اللاجئين، وأصبح الآن صاحب عمل ناجح.
وفي نهاية اليوم، لا يزال العطار يعمل بجد ليوفر لعائلته ويعيش حياته بكرامة، ولكن الآن بمعونة الناس الذين قدموا له المساعدة، أصبح يمتلك القدرة على توفير حياة أفضل لعائلته والعاملين لديه.
وبالنسبة للعطار، فإن هذه الحملة كانت تذكيراً بأن العطاء والإحسان يأتيان بأشكال مختلفة، وأن الخير يمكن أن يأتي من أي مكان، حتى من أصغر الأفعال.
الفيديو :