نجح الشاب التونسي "أحمد المناعي" في استقطاب إعجاب عدد كبير من رواد صفحات التواصل الاجتماعي و خاصة موقع الفايسبوك فكان بدوره محل اهتمام عدد من وسائل الإعلام الوطنية والعالمية التي أجرت معه عشرات المقابلات الصحفية.
السرّ وراء هذا الإعجاب يكمن في علاقته الاستثنائية بالحيوانات خاصة القطط و الكلاب ، التي تعرّضت لحوادث و فقدت جراء ذلك أطرافها، حيث نجح أحمد في صنع عربات تساعدها على المشي.
ولم يدرس أحمد، أصيل منطقة الكبارية الشعبية وسط العاصمة تونس، الطب البيطري ولم ينخرط يوما في جمعيات الرفق بالحيوان، لكن روحه البريئة قادته لممارسة نشاط إنساني حين تعرضت قطة لعدة إصابات وقرر أن يساعدها بدل مشاهدتها تئن وحدها حتى الموت.
ويقول أحمد إنّ اهتمامه بالحيوانات تحوّل إلى شغف، حيث قام بمساعدة 15 قطة و عدد من الكلاب على استعادة قدرتهم على المشي عبر عربات صغيرة قام بصنعها بمفرده، بحرفية وبدقة متناهية حسب قوله.
و أضاف المناعي، أنّه يواجه يوميا تحدّيا جديدا مع الحيوانات، و اختار هذه المرّة خوض التحديّ مع "طائر اللقلق"، حيث أسفر حادث تعرض له عن كسر ساقه و بترها وهو ما سيحرمه من الطيران نهائيا، حسب تشخيص طبيب بيطري، ليقرر أحمد مساعدته.
والسبب الذي دفعه لمثل هذا الهدف الإنساني والأخلاقي الراقي هو أن قطته المسكينة تعرضت لإصابة شديدة في رجليها سبب لها كسرا بليغا مما دفعه إلى هذا الهدف الإنساني بصناعة ساق اصطناعية بلاستيكية لها وبعدها ذاع صيته وأخذ يقوم بمساعدة القطط وبقية الحيوانات التي تعاني من الإعاقة مجانا ودون أي مقابل.
وقد انهال عليه الناس لمساعدة قططهم المعاقة وكان هدفه بذلك العمل الانساني الرائع هو أن ينال إرضاء الله رب العالمين وبركاته وتوفيقه ونال استحسان وتعاطف الكثير من الناس من رواد وسائل التواصل الاجتماعي على هذا المشروع الإنساني .
ويؤكد أحمد أن بعض الحيوانات التي يساعدها تتعرض أحيانا للموت بسبب غياب العناية اللازمة والإهمال البيطري، ويقول إن تعرض الكلاب والقطط الضالة في الشوارع إلى القنص من قبل السلطات البلدية ثم نجاتها من الموت يزيد في حجم الإعاقات لديها، مشددا على أن هذه الظاهرة مازالت متواصلة برغم شكاوى المنظمات المدافعة عن الحيوان.
مواهب متعددة :
ولع أحمد بصناعة الروبوتات والأفلام الكرتونية البدائية منذ نعومة أظافره جعلته شخصية متعددة المواهب ذات شهرة واسعة ومنحته الفرصة لمناقشة ابتكارات المتخرجين الجدد، برغم أنه لم يتلق تعليما جامعيا.
ويؤكد إن انقطاعه المبكر عن الدراسة لم يمنعه من الابتكار، مبينا أن مبادرته هي رسالة تهدف إلى تعزيز السلوك الإنساني من أجل حماية الحيوانات والحد من الانتهاكات التي تتعرض لها من قبل السلطات البلدية.
ويضيف أن مبادرته بإيجاد تصميمات مناسبة للحيوانات لم تلق التشجيع اللازم وهو ما جعله يفكر في الانقطاع أكثر من مرة، غير أن نداءات بعض جمعيات الرفق بالحيوان ورغبته في مساعدة الحيوانات منحاه الثقة مجددا للابتكار بطرق جديدة.:
الإحسان إلى الحيوانات :
يعتبر مبدأ الإحسان إلى الحيوانات والطيور وتوفير الطعام ومكان ظليل لها، وتعهد النباتات بالسقي مما دعا إليه الإسلام، ورتَّب عليه الأجر والثواب، سيما في الأيام الحارة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله ﷺ قال:"في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجر".
وقد تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الكائنات الحية برفق ولين، ولعل أبرز مثال على ذلك تلك الدابة التي شقت الطريق لتصل إلى رسول الله فما كان منه إلا أن وجّه اللوم لصاحبها وأنها تشكوه إليه، فضلًا عن القطة التي كانت سببًا في دخول امرأة النار نتيجة التعامل السيئ معها، وأخرى دخلت الجنة في كلب أحسنت إليه.
فالإحسان للحيوان من جملة الأمور التي أُمرنا بها باعتبار أن الله سبحانه قد كتب الإحسان في كل شيء وعلى كل شيء، فنحن في حاجة إلى أن نتعامل مع الحيوان على أنه مخلوق جاء ليعين الإنسان على قضاء بعض حوائجه وأن نحسن إليه.