نجح زياد التايب؛ المخترع التونسي، في الانضمام لقائمة وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، لأفضل 10 مخترعين في مجال الفضاء حول العالم، ولم يأتِ ذلك من فراغ، بل كان له اختراعات أخرى؛ مثل ابتكاره يدًا اصطناعية لمبتوري الأيدي، والعمل في مشروع صناعة روبوت يعالج مشاكل النخاع الشوكي، أو المصابين بالشلل، وطائرة دون طيار، فكيف كانت رحلته؟
تدرّج زياد بنجاح في النظام التعليمي الحكومي التونسي الذي يواجه في السنوات الأخيرة انتقادات حادة، وتدرج من المدارس الابتدائية بالمظيلّة من محافظة قفصة بالجنوب التونسي إلى معاهدها الثانوية وتفوق في امتحان الباكلوريا، لتنطلق رحلته نحو العاصمة وينتسب إلى المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس.
ويقول التايب إنه يعتبر نفسه تونسيا صرفا من ناحية التكوين الأكاديمي الذي أيقظ فيه شغفه الطفولي بالفضاء والكواكب، وإنه سعى وهو طالب جامعي إلى تطوير معارفه في هذا المجال، مما مكنه في 2015 من الانضمام لبرنامج أميركي بلجيكي لتطوير منظومة طائرة مسيرة.
واختار زياد بعد تخرجه أن يدخل في فترة تأمل -حسب تعبيره- دامت سنة كاملة، ولم يرد لنفسه التسرع في اتخاذ قرار بين خوض الحياة المهنية أو مواصلة الدراسة، غير أن الاتحاد الأوروبي طرح في الأثناء برنامجا لانتداب باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي مما شكل منطلقا لرحلة علمية جديدة له.
قرر زياد السفر إلى ألمانيا؛ لإتمام الدكتوراة بالجامعة التقنية في ميونيخ، مع إجراء بعض البحوث العلمية، التي تمكنه من اختراع برمجية لروبوت ذكي يتمتع بتقنيات دقيقة، ومتطوّرة للأبحاث في المريخ، والقمر، إلى جانب عدد من الكواكب.
حازت فكرة مشروع التايب على استحسان وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”؛ ما جعلها تختاره من بين أفضل اختراعات مجال الفضاء، واكتشاف الكواكب، والرحلات المستقبلية في الفضاء.
يقوم مشروع التايب على صناعة برمجية ذكية لروبوت، يمكن إرساله إلى القمر، أو المريخ؛ لجمع معطيات، وإجراء بحوث بدلاً من الإنسان، ثم عودته إلى الأرض.
ومن المقرر أن يؤدي هذا الروبوت، نفس المهمة الفضائية التي يقوم بها الإنسان؛ وفقًا لما يتوفّر فيه من حدس، ورغبة في الاكتشاف مثل البشر.
أسس زياد مع مجموعة من رفاقه شركة ناشئة،بألمانيا بمساعدة وإشراف “سماهير غرباية”؛ الفتاة التونسية التي تشرف على عملية تطوير البرمجيات، إلى جانب فريق عمل تونسي بالكامل؛ مع التفكير في إطلاق فرع للشركة في تونس؛ لتكون مركزًا للسياحة، والابتكار .
ونافست شركة التونسي زياد التي يمولها بطريقة ذاتية رفقة فريق بحث شاب شركات عالمية، واستطاعت شركته افتكاك مكان لها في قائمة أحسن عشرة مشاريع تهم الأبحاث الفضائية مع ثماني شركات أميركية وشركة أسترالية من ضمن 51 مترشحا.
ودفع هذا النجاح المستثمرين إلى التنافس للحصول على عقود شراكة مع زياد وفريقه لأهمية الأبحاث التي يجرونها والتقدم الذي حققوه في نتائج أبحاثهم.
وصرحت المديرة التنفيذية لبرنامج “ناسا آي تاك” بأن قيمة الاستثمارات في شركات تميزت منذ إطلاق البرنامج في 2016 بلغت 410 ملايين دولار، وأن الرقم سيرتفع نظرا لقيمة الأبحاث التي بدأت تظهر وتصادق عليها الوكالة وتدعمها بالمختبرات والكفاءات.
ويعتزم العالم التونسي الشاب تطوير وتوسيع دائرة نشاط شركته التي أسسها بألمانيا لتشمل في مرحلة قادمة بلدانا أخرى على رأسها تونس التي تزخر -حسب قوله- بالكفاءات العلمية الشابة التي لم يحالفها الحظ في التألق عالميا لانعدام الإمكانيات المرصودة للمجالات العلمية المتطورة.
كان لزياد تجارب ناجحة في عالم الابتكارات؛ إذ ابتكر يدًا اصطناعية لمبتوري الأيدي من أصحاب القدرات الخاصة، لاقت نجاحًا كبيرًا، ثم عمل في ألمانيا ضمن مشروع تابع للاتحاد الأوروبي حول صناعة روبوت، يعالج مشاكل النخاع الشوكي، أو المصابين بالشلل.
وكانت للتايب تجربة عام 2014، تعلقت بإنجاز تطبيق لطائرة دون طيار “درون” تستطيع المحافظة على توازنها في الجو أثناء التحليق.
من جانبها، وجهت وكالة “ناسا”، الدعوة إلى زياد؛ لعرض مشروعه في نيومكسيكو، بحضور عدد من ممثلي وزارة الدفاع الأمريكية، فحاز مشروع التايب على إعجابهم؛ لأن الروبوت الذي استعرضه كان يؤدي مهمة إنسان، دون تكاليف باهظة، كما يمكنه قضاء أطول فترة ممكنة في الفضاء.
الفيديو :