أعلنت وزارة الثقافة التونسية، إدراج جزيرة جربة جنوب شرقي البلاد، على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".
وجاء هذا التصويت لينصف الجهود الوطنية المشتركة بين وزارة الشؤون الثقافية وعدد من الأطراف المتدخلة من وزارات ومصالح معنية ومجتمع مدني، خلال السنوات الأخيرة للتّحسيس بهذا الملف والتحفيز على التفاعل الدّولي معه و ما يعرف باللّوبيينغ السياسي والديبلوماسي الذي أتاح فرص التبادل المعرفي المختصّ بين الوفد التونسي والوفود العربية والأجنبية التي اطّلعت على هذا الملفّ الثريّ عن قرب.
وقالت وزيرة الشؤون الثقافية، حياة قطاط القرمازي:"جزيرة جربة شاهدة على نمط تعمير لمجال ثقافي يعانق الكونية في هذه اللحظات التاريخية، ليقدم إلى الإنسانية رسائل عميقة المغزى تؤكد أن الاختلاف والتنوع ثروة حقيقية.. جربة واجهة المتوسط، تتحول بهذا القرار أحلامها إلى حقائق".
وتسمى جزيرة جربة بـ"جزيرة الأحلام" وتعد الوجهة الأولى للسياحة في تونس، بما تتميز به من جمال الطبيعة والمناخ، وامتدادها على أكثر من 100 كلم من الشريط الساحلي.
وتعدّ جزيرة جربة أكبر جزيرة في شمال إفريقيا، تقع بخليج قابس ومنفتحة في ذات الوقت على المتوسط والصحراء. يوجد مضيق يفصل الجزيرة عن القارة الإفريقية، يبلغ اتساعه كيلومترين أمّا الثاني فهو برّي تعود جذوره إلى العهد الرّوماني.
بالإضافة إلى موانئ عديدة كانت منذ القديم وإلى اليوم نقاطًا رئيسية لإرساء البواخر، وتمرّ بقرب هذه الموانئ أودية تحت مائيّة تسمح بوصول السّفن، ولذلك أنشئت حول هذه الموانئ تحصينات دفاعيّة لمنع الأعداء من اختراقها.
وللجزيرة تراث ثقافي ثري من أبرز معالمه الجوامع، وبروج مراقبة تسمى أربطة على امتداد شواطئها.
وفي العمق صف ثانٍ للدفاع يتكون من مساجد هي أيضًا قلاع محصنة، وتتصل بالرباطات باستخدام الدخان نهارًا والنار ليلًا.
وتعد جزيرة جربة من أهم مناطق وجود اليهود في تونس، وسنويا يزور آلاف اليهود حول العالم كنيس "الغريبة" في الجزيرة (شُيّد قبل 2400 سنة) لأداء طقوس الزيارة من صلوات وتبرّك.
ومع إدراجها على لائحة التراث العالمي، تنضمّ جربة إلى ثمانية مواقع تونسية أخرى، هي المدرج الروماني بالجم، والموقع الأثري بقرطاج، ومدينة تونس العتيقة، ومدينة سوسة، ومدينة القيروان، ومدينة كركوان البونية، وموقع دقة الأثري.