"من الصّعب أن تغيّر صاحبة شهادة جامعيّة عليا اختصاصها، من التّسويق، إلى الشّغل في قطاع الرّخام، في مهن عادة ما استقطبت الرّجال دون غيرهم"، هكذا علّقت مروى على مهنتها، من بين قطع حجارة رخامية كبيرة، جاهزة للتحويل، وصلتها للتوّ إلى ورشتها الصغيرة.
مروى قرمازي (32 سنة)، صاحبة ورشة للرّخام بمدينة بوزقام من ولاية القصرين، واحدة من عدد مجهريّ، من السيّدات العاملات في مجال الرّخام، لطبيعة القطاع الذي يتطلّب مجهوداً بدنيّاً لافتاً.
بعينين تفيضان بالتحدّي، وبصوت واثق، تقول مروى، بعد أن ساعدت فريقها في ترصيف ما قدم من حجارة رخام خامّ تعتبر مواد ورشتها الأوليّة "تسقط الجندرة أمام إتقان العمل، اليوم أعتبر نفسي ناجحة في مهنة لم تكن لي في البداية، رغم كلّ الصّعوبات..."
فمروى قد خاضت تجربة مهنيّة في مجال الرّخام، ثمّ تكوينا إضافيّاً مكّنها من معرفة تفاصيل العمل في صقل وتحويل الرّخام، قبل فتحها لورشتها التي تحتوي أربعة عمّال آخرين من الجنسين.
ترتدي كمّامة واقية، تتفقّد آلة متواجدة على مقربة من باب ورشتها الخارجيّ، ثمّ تشرع في قصّ الحجارة الكبيرة إلى قطع رخام بمقاييس مختلفة.
"بعد استقبال حجارة الرّخام. هذه أولى مراحل عملي، تنظيف وقصّ الرّخام. ثمّ أنتقل رفقة ما قطعته نحو آلة الصّقل، هناك تأخذ القطعة القالب الّذي أريد. وأخيراً يقع تشطيب وتزيين القطعة، في غرفة أخرى، وباستعمال آلات جديدة، للحصول على الشّكل الرّخاميّ المطلوب منذ البداية"، هكذا لخّصت مروى مختلف مراحل عملها منذ وصول الحجر الخامّ إلى استكمال العمل عليه، من أجل توفير قطع رخام للاستعمال المنزلي، في الأبواب والنّوافذ أو في الممرات أو داخل الغرف، وغيرها...
على مضيّ ساعات عملها، تتنقل مروى بين آلات ضخمة، تقصّ وتصقل وتزيّن الحجارة، بابتسامة لا تنقطع، وبعزيمة أخذت من الرّخام صلابته الّذي لن يزيده الغبار المتناثر، بين ثنايا مساره، في الورشة، إلاّ ألقاً وتفرّداً...
الفيديو :