ملبّية نداء واجبها الإنساني بخطى واثقة ومسرعة برفقة زملائها لإنقاذ حياة المرضى تقود فتحية زعلاني سيارة الإسعاف منذ ما يقارب العقدين من الزمان كأول سيدة في دولة قطر لتسطر بذلك أول دخول للعنصر النسائي في مجال الإسعاف وتفتح مجالا لغيرها من السيدات اللواتي التحقن بهذه المهنة في ما بعد. فهي المواطنة التونسية التي أنهت دراستها الجامعية عام 2000 والتحقت بعد تخرجها بالعمل في خدمة الإسعاف بمؤسسة حمد الطبية كأول مسعفة تختص في لتعامل مع الحالات النسائية ورغبت في تعلم أركان مهنتها فاتجهت إلى قيادة سيارة الإسعاف بعد اجتياز عدد من الدورات التدريبية في هذا المجال.
المرأة الأولى :
حبها لمهنتها الإنسانية دفعها إلى عدم التوقف . فإلى جانب الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها في قيادة الإسعاف كأولوية قصوى للاستجابة للطوارئ على الطرق السريعة خارج وداخل الدوحة برعت فتحية في مجال الاتصالات كموجّه طبي للإسعاف والتعامل مع أجهزة الاتصالات المتقدمة ومعرفة الخرائط لتكون أول سيدة تدخل مركز القيادة الوطني.
وتعتبر فتحية التي باتت مدربة على إنقاذ الحياة بمركز حمد الدولي للتدريب بمؤسسة حمد الطبية أن نجاحها في عملها ألزمها بأن تكون قوية وصبورة وسريعة الحركة وقادرة على تحمل المواقف الصعبة التي يعدّ فيها القرار السريع إنقاذا لحياة شخص أو أسرة بأكملها.
عام 2000 كانت فتحية المرأة الأولى في مجال الإسعاف ولكن عام 2019 ليست المرأة الوحيدة في ظل وجود فريق نسائي كبير كان لها دور مهم في فتح هذا المجال أمام بنات جنسها ليشاركن الرجال في الدخول لهذه المهنة النبيلة . وترى فتحية أن هذه المهنة لها المحاسن الجمة من الناحية المهنية والإنسانية ووسيلة للوجود في كل الميادين.
استطاعت فتحية الأم لثلاثة أبناء أن تنجح أيضا على المستوى الأسري معتبرة أن عمل المرأة في حال تعاون الزوج لن يكون له أي آثار سلبية على الأسرة بل على العكس سيؤدي إلى دفع المرأة إلى تخطى كافة الحواجز والصعاب لتصل إلى هدفها بنجاح.
وتتذكر فتحية أول مرة تقود فيها سيارة الإسعاف في شوارع قطر حيث بدا الأمر مستغربا لدى الشارع وقد رأت ذلك في نظرات الجمهور من سائقي السيارات الذين بدؤوا يلقون لها التحية بصافرات سياراتهم واحدا تلو الآخر ولكن مع مرور الوقت أصبح الأمر معتادا لديهم.
نموذج ناجح :
تسعى فتحية دائما إلى تطوير نفسها من خلال خوض العديد من الدورات التدريبية في مجال الإسعاف حيث أهّلها سعيها الدؤوب واجتهادها في العمل لتمثيل خدمة الإسعاف بالعديد من الفعاليات التدريبية وورش العمل المختلفة لتدريب وتطوير الكثير من الشباب من الجنسين لينتهي بها المطاف حاليا بالعمل كمشرف أول بقسم اتصالات الإسعاف بمركز القيادة الوطني إلى جانب عملها قائدة سيارة إسعاف لتصبح أيضا أول امرأة تلتحق بالمركز وكأن نصيبها وقدرها أن تكون الأولى في مختلف المجالات … تقود فريق عملها بتفان… وتدرب المشرفين الجدد وتمثل خدمة الإسعاف في المحافل الدولية.
ومن جانبه يقول ” براندون موريس ” المدير التنفيذي لخدمة الإسعاف بمؤسسة حمد الطبية إن فتحية تمثل نموذجا رائعا للتنوع في خدمة الإسعاف موضحا أنه يشجع المزيد من النساء على الالتحاق بخدمة الإسعاف للمساهمة في هذه الخدمة الجليلة التي تقدمها للمجتمع والمتمثلة في المساعدة على إنقاذ حياة المرضى والمصابين.
ويضيف أن مجال الإسعاف الطبي في مختلف أنحاء العالم من المجالات التي تزيد فيها مشاركة الرجل عن المرأة إلا أن النموذج الذي تقدمه فتحية يؤكد أنه وبغض النظر عن رجلا كان أو امرأة فإن المسعفين يقومون بدور في غاية الأهمية في المجتمعات التي يعملون بها.
وبكل تأكيد فإن هذا المقال ( وقد سبقته مقالات أخرى وتحقيقات مصوّرة في قنوات تلفزية أيضا ) يقيم الدليل على أن التونسيين والتونسيات يحققون النجاح الباهر الذي يجعل الناس يتحدثون عنهم بكل فخر وإعجاب.
الفيديو :
